مجلة الخط الأخضر

جماعة الخط الأخضر البيئية الكويتية

اول جماعة خضراء في اقليم الخليج العربي

التلوث يخفض أسعار العقارات ويبعد المشترين عنها
صورة الخبر
20/05/2022

- في لندن لم تفصح أي من أكبر الشركات العقارية عن مستويات التلوث في عقاراتها للعملاء
- 45 في المائة من سكان لندن قالوا إن جودة الهواء كان لها أثر في المكان الذي اختاروا العيش فيه
- بالنسبة إلى مشتري المنازل  فإن جودة الهواء تؤثر أكثر من أي وقت مضى في قرارهم بشأن المكان الذي سينتقلون إليه
- الاهتمام المتزايد بجودة الهواء له تداعيات كبيرة على سوق العقارات. حيث قررت بعض العائلات استبدال ضباب المدينة بهواء الريف النقي

كتب : أوليفر بارنز

لندن : لطالما كان سعر القدم المربعة، والقرب من أماكن تجمع المدارس وخطوط المواصلات الجيدة موجود في أعلى القوائم المرجعية الخاصة بأصحاب المنازل المحتملين. لكن الآن هناك عامل أقل وضوح بشكل كلي في قرارات الباحثين عن المنازل حول المكان الذي سينتقلون إليه، الهواء الذي يتنفسونه.
عندما بدأ الدكتور أنيمش سينج البحث عن قوائم العقارات لمنزل أكبر في ضاحية تشيسويك للأثرياء في غرب لندن ليعيش فيه مع عائلته المتنامية، سرعان ما وجد منزل أحلامه الذي يستوفي جميع المقاصد والأغراض.
يضم المنزل شبه المنفصل المكون من خمس غرف نوم، جناحا بغرفة نوم رئيسة مع غرفة ملابس وشرفة، ومطبخ معاد تصميمه بذوق رفيع ومنطقة لتناول الطعام، وحديقة بطول 30 مترا - مثالية لأبنائه الصغار المحبين للعب.
لكن عند اتخاذ منعطف إلى اليمين بعد الخروج من الممر الخاص بالمنزل ستكون على طريق جريت ويست في غضون ثوان، طريق سريع مختنق بحركة المرور، مؤلف من ستة مسارب تنبعث منه أدخنة من 130 ألف مركبة تستخدم الطريق يوميا للسفر من وإلى مطار هيثرو وما بعده. يقع الطريق خارج منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية الموسعة في لندن تماما "أوليز"، ما يعني أنه حتى سيارات الديزل الأكثر تلويثا لا يزال يسمح لها باستخدامه دون أي رسوم.
روجت قائمة العقارات ميزة "الوصول الفوري للطريق" من العقار، لكن بالنسبة إلى سينج وزوجته، كلاهما من أطباء الخدمات الصحية الوطنية، كان الأمر منفرا. يقول، "قد يكون تلوث الهواء غير مرئي، لكن هذا لا يجعله أقل أهمية من عدد غرف النوم والحمامات"، مضيفا أنه "لا يريد أن ينمو أطفاله مع تدفق الهواء الملوث مباشرة إلى رئتيهم".
تلوث الهواء
تم ربط التعرض للهواء الملوث - الناتج عن انبعاثات عوادم السيارات وكذلك الحطام الصغير الناتج عن تآكل الإطارات والفرامل - بمشكلات صحية لا حصر لها، بما في ذلك الربو وأمراض القلب حتى الاكتئاب.
تقول الدكتورة أودري دي نازلي، نائبة مدير مركز السياسة البيئية في إمبريال كوليدج لندن، "تلوث الهواء يضر بكل عضو من أعضاء أجسادنا. حتى دون إدراك منا، ربما لم نصل أبدا إلى إمكاناتنا الكاملة لتطور الرئة والدماغ بسببه".
بالنسبة إلى مشتري المنازل، ولا سيما الآباء الذين لديهم أطفال صغار، فإن جودة الهواء تؤثر أكثر من أي وقت مضى في قرارهم بشأن المكان الذي سينتقلون إليه. أصبح الهواء النظيف الآن على قدم المساواة مع القرب من العائلة والأصدقاء، وسهولة الوصول إلى وسائل النقل العام، كدافع للانتقال إلى المنزل، وفقا لاستطلاع شركة ستروت آند باركر السنوي لعقود الإسكان الآجلة.
يرى الخبراء أن الاهتمام المتزايد بجودة الهواء له تداعيات كبيرة على سوق العقارات. حيث قررت بعض العائلات استبدال ضباب المدينة بهواء الريف النقي، في حين اختار البعض الآخر البقاء في مكان إقامتهم لكنهم أصبحوا أكثر تشددا فيما يتعلق بالبحث عن العقارات. إن مستوى تلوث الهواء آخذ بالتحول بسرعة إلى "خط أحمر جديد" لسكان المدن الذين يتطلعون إلى الانتقال، وفقا لهنري بريور، وكيل شراء المنازل الراقية في لندن.
عندما بدأ بريور بيع وشراء المنازل في منتصف الثمانينيات - في تلك المرحلة كانت جودة الهواء في لندن أسوأ من اليوم - يقول، "لم يأبه أحد بما كان يتنفسه أثناء جلوسه على الأريكة". لكن تزايد الحركة البيئية والتركيز الجديد على الصحة والعافية الذي أحدثته الجائحة قد غير موقف مشتري المنازل.
يقول بريور، "في ذلك الوقت، كان بإمكانك التدخين في الحانات وفي مترو الأنفاق، لكننا الآن أكثر وعيا بمزايا حماية النفس من الهواء السام. ليس هناك مكان أكثر أهمية من المنزل حيث تربي أطفالك وتقضي معظم وقتك". مضيفا أن معظم عملائه يسألون عن مستويات التلوث.
يوافق روري سكاريسبريك، وكيل مشتريات رئيس في لندن مع شركة بروبرتي فيجين على ذلك. حيث يقول إن العملاء "يحجمون" عن الطرق الرئيسة بسبب الهواء الملوث في الوقت الحاضر ومستويات الضوضاء. عادة ما يعتمد حكمهم على "رؤية شاحنات البنزين تجوب الطريق ذهابا وإيابا"، وفقا لسكاريسبريك، لكنه يتوقع أن يتخذ المشترون بشكل متزايد "نهجا علميا مدروسا" عبر الرجوع إلى مؤشرات تلوث الهواء قبل النظر حول العقار.
هذا ما فعله الدكتور سينج بالضبط، حيث فحص خرائط التلوث متعددة الألوان لمنطقة تشيسويك قبل حجز موعد لمشاهدة أحد العقارات، مع استبعاد أي مناطق حرجة لونها أحمر ساطع. شاهد انخفاض سعر الطلب للمنزل القريب من طريق جريت ويست من 2.2 مليون جنيه استرليني إلى 1.75 مليون جنيه استرليني خلال الأشهر القليلة الماضية. ويعتقد أن المشترين الآخرين نفروا لسبب نفوره نفسه. المنزل معروض الآن بنحو 1.8 مليون جنيه استرليني.
منظمة الصحة
في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، رفعت منظمة الصحة العالمية مستوى ما يمكن اعتباره مستويات تلوث آمنة بموجب إرشادات جودة الهواء. وبالتالي، فإن كل واحدة من المدن الـ50 الأكثر سكانا في العالم، التي تتوافر عنها بيانات، تتعارض مع الهدف الجديد لبي إم 2.5 "مقياس الجسيمات الدقيقة الناتجة عن تآكل سطح الطريق ومواقع البناء" والهدف الخاص بثاني أكسيد النيتروجين، واختصاره إن أوه 2 "غاز تبثه أنابيب عوادم السيارات"، وفقا للبيانات التي جمعتها آيرلي، شركة استشعار جودة الهواء.
مع ذلك، تختلف مستويات التلوث بشكل كبير من شارع إلى آخر. حيث كان نحو 1.2 مليون من سكان لندن محظوظين بما يكفي للعيش في المناطق التي تفي بإرشادات منظمة الصحة العالمية لمقياس بي إم 2.5 في 2019، وفقا لأبحاث إمبريال كوليدج لندن - لم تف الأغلبية العظمى بذلك.
إخفاء المعلومات
كان وكلاء العقارات وقنوات العقارات عبر الإنترنت بطيئين في استيعاب سكان لندن ممن لديهم الرغبة والحرية المالية للبحث تحديدا عن منزل جديد في زوايا المدينة الأقل تلوثا. لم تفصح أي من أكبر الشركات في القطاع عن مستويات التلوث للعملاء في قوائم عقاراتهم.
أشارت شركة رايت موف، التي تمتلك حصة سوقية تبلغ 83 في المائة في المملكة المتحدة، إلى أنها منفتحة على الفكرة، لكنها لم تطبقها بعد. كما أخبرت قناة العقارات صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن مستوى تلوث الهواء "سيصبح أكثر أهمية بالنسبة إلى الباحثين عن المنازل خلال الأعوام المقبلة، بالتالي فهي مجموعة بيانات سننظر في تقديمها في المستقبل".
تأمل سيرش سمارتلي، وهي قناة عقارية ناشئة في شراكة مع 550 وكيل عقارات ساعدت مئات العملاء على إكمال انتقالهم، وقد أضافت نحو 200 وكيل في العام الماضي، تأمل في سد هذه الفجوة في السوق. تحمل معظم قوائمها التي يزيد عددها على 100 ألف تصنيف لجودة الهواء من واحد إلى خمسة، مصحوبا بتحذير صارخ بشأن ارتفاع خطر الوفاة جراء تنفس الهواء الذي ينتهك حدود منظمة الصحة العالمية.
يقول طه دار، مؤسس تطبيق سيرش سمارتلي، إن مشتري المنازل يقدرون منحهم "الحقيقة الصادقة" حول "أكبر عملية شراء في حياتهم". ويشرح، "شراء منزل يتعلق بالمقايضات، إذا كنت ترغب في مساحة أكبر وهواء نقي، فقد تضطر للسكن في منطقة نائية. كلما زادت المعلومات، كان من الأسهل تحقيق التوازن بين تلك الأولويات المتنافسة". قام واحد بين كل عشرة أشخاص خدموا التطبيق في العام الماضي بمراجعة تصنيف جودة الهواء، بزيادة ستة أضعاف عن العام السابق، وفقا لدار.
أصبح للتأثير المميت لتلوث الهواء اعتباره لأول مرة لدى كثير من سكان لندن عند وفاة إيلا كيسي ديبرا، طفلة تبلغ من العمر تسعة أعوام أصيبت بنوبة ربو قاتلة في 2013. الموت المأساوي للفتاة التي عاشت بالقرب من امتداد لويشام الطريق الدائري الجنوبي المزدحم، كأول حالة في جميع أنحاء العالم يدرج فيها تلوث الهواء كسبب طبي في شهادة الوفاة، بعد تحقيق الطبيب الشرعي في كانون الأول (ديسمبر) 2020.
مخاطر صحية
وجد الاستطلاع الذي أجرته مجالس لندن، جمعية الحكومات المحلية في المدينة، في العام نفسه أن 45 في المائة من سكان لندن قالوا إن جودة الهواء كان لها أثر في المكان الذي اختاروا العيش فيه، بزيادة من 38 في المائة في 2016. أثرت مستويات التلوث بشكل خاص في قرار الناس الذين يعانون ظروفا صحية وأولئك الذين لديهم أطفال.
يقول جوناثان جريج، أستاذ طب الأطفال وطب الجهاز التنفسي في جامعة كوين ماري في لندن، الذي قدم شهادة خبير في قضية كيسي ديبرا، "نحن نبذل كثيرا من الجهود لتجنب تعريض أنفسنا لتدخين السجائر السلبي، فلماذا ينبغي أن نسمح لهذا السم الآخر بالدخول عنوة إلى مجارينا التنفسية".
يقول جريج، "إذا انتقلت من 100 متر عن الطريق الرئيس إلى 500 متر بعيدا عن الطريق الرئيس، فسيؤدي ذلك إلى تقليل خطر تعرض هذه الملوثات للإضرار بجسمك. وأتوقع أن يكون الأشخاص الذين يبحثون عن منزل عائلي على استعداد لدفع مقابل له". مضيفا، "بالطبع، ليس لدى كثير من العائلات هذا الخيار".
في 2019، أطلق المكتب المركزي للمصلحة العامة، وهي جماعة ضغط، موقع addresspollution.org، وهو موقع إلكتروني يوفر للمستخدمين تقريرا مجانيا عن جودة الهواء في العنوان المدخل. كانت الفكرة من وراء الموقع هي زيادة الوعي حول تلوث الهواء في المناطق الحضرية. تم حث مشتري المنازل الذين يبحثون عن عقارات في مناطق التلوث في العاصمة البريطانية على طلب الحصول على خصم يصل إلى 20 في المائة على السعر المطلوب.
دراسات علمية
وجدت دراسات منفصلة أجريت في نانت في فرنسا وأوكلاند في كاليفورنيا، وكلاهما مدن ساحلية ذات جودة هواء جيدة نسبيا، أن مستويات التلوث لم تؤثر في أسعار المنازل من حي إلى آخر. في أوكلاند، اكتشف الباحثون أن المناطق الأكثر تلوثا اقترنت بارتفاع أسعار المنازل.
يعتقد همفري ميلز، مؤسس المكتب المركزي للمصلحة العامة، أن هذا يرجع إلى حد كبير إلى "إخفاء" بيانات جودة الهواء عن مشتري المنازل. يضيف ميلز، "إذا كنت وكيل عقارات وتعرف أن هناك جارا سيئا للغاية أو خطر فيضان أو الأعشاب العقدية اليابانية (...) فإنك تخبر المشتري عنها، فلماذا لا ينطبق الأمر نفسه على التلوث؟".
في إنجلترا وويلز، يعد الملوث الوحيد الذي يتعين على البائعين الكشف عنه هو مستويات غاز الرادون، غاز ينتج عادة عن طريق تحلل صخور الجرانيت، الذي تم ربطه بسرطان الرئة. على الرغم من أن المعلومات المتعلقة بغاز الرادون موجودة في الصفحة 11 من نموذج النقل تي إيه 6 - عقبة بيروقراطية يتعين على جميع البائعين إزالتها - تشير الأبحاث من كلية لندن للاقتصاد إلى أن ملوث الهواء الداخلي غير المعروف نسبيا أدى إلى خفض أسعار المنازل في المناطق المعرضة للخطر 1.6 في المائة.
إن زيادة الشفافية حول تلوث الهواء المرتبط بحركة المرور يمكن أن "يغير أسعار المنازل بشكل أكثر دراماتيكية"، كما يقول سيفي روث، الأستاذ المساعد للاقتصاد البيئي في جامعة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية الذي شارك في تأليف الدراسة. يقول روث، "يميل الناس إلى إعطاء الأولوية للصحة قبل كل شيء تقريبا. قد يكون هذا ما يخاف منه وكلاء العقارات".
يأمل ميلز أن تصبح هذه المعلومات إلزامية بحلول منتصف العقد - وأن الوعي العام المتزايد سيجبر الحكومات على عمل مزيد بشأن التغيير البيئي.
يقول، "هذه ليست مجرد مشكلة رجل فقير. قد لا يهتم الناس بالقضايا البيئية لكنهم بالتأكيد يهتمون بقيمة ممتلكاتهم. إذا كانت الأمور ستبدأ في التأثير في قيمة العقارات، فسيبدأ الناس الإصغاء".
لبرامج الانبعاثات المنخفضة تأثير ملموس. فبين 2016 و2019، انخفض عدد سكان لندن الذين يعيشون في المناطق عالية الخطورة بالنسبة إلى ثاني أكسيد النيتروجين من أكثر من مليوني نسمة إلى 119 ألفا. في 2021، من المتوقع أن يخفض البرنامج مستويات ثاني أكسيد النيتروجين 30 في المائة في جميع أنحاء المدينة. حيث كشف صادق خان، عمدة لندن، عن خطط في وقت سابق من هذا الشهر لتوسيع البرنامج عبر المدينة بأكملها بحلول نهاية 2023.
قد تعني سرعة المخططات الخافضة للانبعاثات التي تنظف تلوث الهواء في المناطق الحضرية قريبا، أن أكبر الصفقات في المدينة يمكن العثور عليها في أكثر المناطق الحالية تلوثا. يتنبأ بريور بأن "أفضل الاستثمارات" في لندن قد تكون، على عكس البديهي، هي في الشوارع الرئيسة التي تكتظ بحركة المرور.
كما أن الانتقال إلى استخدام السيارات الكهربائية يسير على قدم وساق، فقد تم بيع عدد أكبر من المركبات في آذار (مارس) مقارنة بـ2019 بأكمله، وفقا للجمعية البريطانية لمصنعي وتجار السيارات. تخطط حكومة المملكة المتحدة لإجبار شركات صناعة السيارات على أن تكون أغلبية مبيعاتها من المركبات الكهربائية اعتبارا من 2028 فصاعدا، قبل فرض حظر شامل في 2035 على بيع المركبات ذات الانبعاثات.
"إذا استمرينا على المشهد الحالي، بإزالة الأشخاص والبنزين من طرقاتنا، ففي وقت قصير جدا، قد لا تصبح حينها المنازل التي كان يعتقد أنها تسهم في الآثار الصحية الضارة سيئة للغاية. حيث يقول البروفيسور جريج، " قد يصبح العيش بجوار طريق رئيس أمرا جذابا".
لكن الوقت الذي كان يتوجب على عائلة سينج انتظاره طويل للغاية، وهم يستقرون الآن في منزلهم الجديد، على بعد عدة شوارع من طريق جريت ويست، بعد إتمام صفقة الشراء في نهاية آذار (مارس). يقول الدكتور سينج، "هذه الحديقة أصغر، لكن الهواء هنا أنقى بكثير".

مواضيع ذات صلة


صورة الخبر
آخبار بيئية
صدور العدد الأسبوعي من جريدة الخط الأخ ...
21/01/2023
صورة الخبر
أبحاث ودراسات
عواصف النصف الجنوبي للكرة الأرضية أشد ...
21/01/2023
صورة الخبر
البيئة والإقتصاد
أزمة المعيشة تشكل أكبر خطر عالمي حاليا ...
21/01/2023
صورة الخبر
أبحاث ودراسات
وقود جديد للطائرات صديق للبيئة متجدد و ...
25/03/2019
صورة الخبر
آخبار بيئية
ولادة اثنين من سلاحف غالاباغوس العملاق ...
08/05/2022
صورة الخبر
أبحاث ودراسات
تحذير.. أكبر تجربة علمية قد تغير الأرض ...
01/10/2018
صورة الخبر
أبحاث ودراسات
أكتشاف أسباب تشوه وجه القمر
11/03/2019
القائمة البريدية

أضف بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديدنا